Tuesday, 4 November 2014


Wednesday, 20 August 2014




سياستنا التعليمية و التجهيل الممنهج
 


المدرسة الأساسية ... الكفايات ... بيداغوجيا الإهداف ... البيداغوجيا الفارقية ... و غيرها كلها طرق بيداغوجية أعتمدت و تعتمد في مدارسنا و لكن دعنا نقيم ما وصلنا إليه بعد أكثر من نصف قرن من الإستقلال

لا أحد يشك في ضعف مستوى أبنائنا التعليمي . و الكل يتسائل عن السبب
و يحمل التلميذ المسكين مسؤلية هذا الإخفاق . في الحال أن هذا الإخفاق مدروس و ممنهج ليضمن إمداد الغرب بالنخبة من أبنائنا مجانا و دون مفابل كما يضمن لمجتمعنا تواصل الجهل و الأمية .
فكرة المدارس و المعاهد النموذجية ما هي إلا عملية فرز تقوم بها البلدان الغربية للإستيلاء على زبدة تلاميذنا و طلبتنا . و ليس هذا فقط فالعملية أخطر من هذا بكثير إذ لا يكقي أنهم يستولون عن أحسن تلاميذنا فهم يتركون لنا تلاميذ لا تفقه شىء .... كيف ذلك ؟ كيف تضمن فرنسا و الدول الغربية كل سنة أحسن التلاميذ و الطلبة و في نفس الوقت تضمن أن الباقين عندنا تلاميذ لا يكادون يفقهون شىء من العلوم .و هذا ما نراه و نلمسه في طلبتنا على عين الواقع .ضعف واضح و جلي حتى أنك تجد في البكالوريا من يعجز عن كتابة جملة مفيدة .
دعنا نحلل و نفتش عن الخطأ و من المسؤول عنه فإما تكون هذه مسؤولية المتعلم و هذا لا يمكن أن يكون جيل كامل خلق ليكون جاهل و ضعيف غير قادر على التعلم و كسب المعرفة . أو المنظومة التربوية برمتها ضبطت لتنتج هذا الجهل و الضعف عن قصد .فلا شىء متروك للصدف .هناك جيش من الخبراء و البيداغوجيين أبدع هذه المنظومة لتفرخ لنا الجهل فيما يضمن الغرب الحالات الشاذة من النوابغ ليستولي عليها دون جهد أو مقابل .

الطريقة سهلة و جلية لمن يمعن النظر في منظومتنا التربوية
تنطلق العملية من السنة الأولى إبتدائى بإلغاء أي تقييم نزيه . فالنجاح آلي في سنوات الإبتدائي و الكل يحصل على التميز فالمعدلات مضحكة أصلا بين 17 و 20 سواء إجتهد التلميذ أم لم يجتهد و هذا يزرع في نفسية التلميذ الصغير فكرة خاطئة عن التعلم و فكرة خاطئة عن نفسه . فهو يقتنع بأن النجاح سهل جدا و لا يستحق مثابرة و لا جهد يكفي أن تنام طول العام لتجد أنك ناجح بإمتياز . كما يعطي للتلميذ الصغير و لأهله فكرة خاطئة عن ذاته و عن إمكانياته تجعله هو و أبويه مقتنعين بأنه متميز ما دام يحصل على 19 كمعدل سنوي . هذا الحلم و التفوق الكاذب سوف يستمر طوال سنوات الإبتدائي ليستفيق الكل و يكتشف الجميع أن إبنهم جاهل في السنة السابعة إعدادي .و حينها لا يمكن إصلاح بناء التلميذ المعرفي لأنه بني على مغالطة كبيرة و على أسس واهية .
الأن عندنا نسبة 95 بالمأئة من الجهلة تبدأ الغربلة الأولة و هي مناظر الدخول للمدارس الإعدادية النموذجية لنسحب ال 5 بالمائة الناجين من هذه المهزلة
المرحلة التالية و هي مرحلة الإعدادية سوف تتغير الإستراتيجية في هذه المرحلة تعتمد الخطة على برامج مثقلة بالمعلومات أكثر من طاقة إستيعاب هذا التلميذ الضعيف أصلا . و نطالبه بالعمل بعد أن ساعدناه على النوم مدة 6 سنوات الإبتدائى و أعطيناه فكرة خاطئة عن نفسه و عن الدنيا فهو متميز و النجاح لا يستحق الكد . يكفي أن تنام لتكون متميزا في الأخير .
الأن في الإعدادي تتغير الطريفة إذ يعتمد في هذه المرحلة للتلاميذ برنامج مثقل جدا ونقول لهم هيا إجتهدوا و أعملوا بكد . سوف يبقى التلميذ في حيرة و تحت وقع الصدمة فهو من كان متميز بدون أي جهد .هو الأن مطالب بالكد و العمل ليفهم ربع ما يدرس له .
هنا.... يكتشف الأهل خطورة الموقف و تأتيهم النتائج الكارثية لأبنائهم .فيكون الإلتجاء لدروس التدارك و بذلك ندخل مرحلة السوق و الدلال و نرجع من الأول لنحصل على معدلات مبالغ فيها يحصل عليها كل من دفع أجرة الدروس سواء فهم أم لم يفهم .
و كما في الإبتدائى نعود للتميز الوهمي . فيقتنع الأهل من جديد أن إبنهم متميز و يعود التلميذ لسباته من جديد فهو متميز دون أن يذاكر أو يدرس . و تتواصل المهزلة حتى السنة التاسعة إعدادي هناك تقع عملية فرز ثانية لمن نجى من خطة التجهيل الممنهج هذه ليلتحق من نجى من هذه الخطة بالمعاهد النموذجية .دعنا نقيم النتيجة التي وصلنا لها في هذه المرحة أي آخر المرحلة الإعدادية .
- نسبة 60 بالمأئة طردوا من التعليم أو في طريقهم للطرد بعد سنة أو سنتين ليجد هذا الشباب يجد نفسه في الشارح في عمر 16 سنة عاطل عن العمل شبه جاهل و ليس له أي مهنة و لم يشتغل في حياته و لا يتقن أي مهنة .
هنا و أمام تنامي متطلباته و نفقات الحياة سوف يلتجئ للنشل و الإجرام و المخدرات للحصول على المال هذا حال أكثر من نصف الشباب المسكين .
ال 40 بالمائة الباقية من من مستواه التعليمي أفضل من بقليل سوف تستعمل ضدهم طرق أخرى أكثر مكرا و دهاءا قصد تجهيلهم
الطريقة كالأتي
يقع تغيير لغتهم الأم في مجال العلوم بعد أن أعتادوا على دراسة الرياضيات و الفيزياء و العلوم و غيره باللغة العربية .
بين عشية و ضحاها يجد التلميذ كل هذا تغير و أصبحت هذه العلوم تدرس باللغة الفرنسة وكل ما تعلم من مسطلحات علمية بلغته الأم ضاع و إندثر هباؤا منثورا كأنه لم يكن ويجد أنه لكي يتابع ويفهم يجب عليه إعتماد مصطلحات جديدة بلغة أجنبية و هذا في كل المواد العلمية .
و هذا و حده كفيل بضمان الإخفاق الدراسى لأبنائنا . لماذا لا تغير فرنسا لغة العلوم في التعليم الثانوي عندهم من الفرنسية إلى العربية أو إلى الأنجليزية تخيل لو وقع هذا (و هذا لن يقع في البلدان التي تحرص على أبنائها ) ليجد التلميذ الفرنسي أمامه مصطلحات مثل " جيب التمام و الجذع التربيعي و الكوس و البركار " و عليه نسيان ما درس و العمل بهذه المصطلحات الجديدة بين عشية و ضحاها ....لأخفق كل التلاميذ الفرنسيين على بكرة أبيهم .
تتواصل المهزلة و يجد التلميذ نفسه يدرس برنامج مثقل بعلوم و مصطلحات يجهلها زيادة عن ذلك يعتمد في هذه المرحلة برامج بها نقائص مقصودة و هذا لا يغيب عن أي مختص في البداغوجيا بمجرد النظر في محتوي برامج وزارة التربية .فهي مصممة على شكل أحجية
تنقصها أجزاء أساسية تعيق المتعلم عن فهمها كأن تقص على مجموعة من المستمعين قصة معينة و تتعمد عدم ذكر أجزاء أساسية من هذه القصة التي تسردها بالطبع 70 بالمأئة من المستمعين لن يفهموا شىء من قصتك و خمسة و عشرون من المستمعين سيفهمونها جزئيا بنسب متفاوتة
و 5 بالمائة ممن أعطاهم الله قدرات ذهنية متميزة و عبقرية سوف يفهمون قصتك بقدرتهم على التفكيك و التحليل و الإستنتاج المنطقي
في التعليم الثانوي تعتمد نقس هذه الحيلة لفرز ال 5 بالمئة من العباقرة ممن أعطاهم الله موهبة العقل النير ممن تميزوا و آستطاعوا تعدي الصعوبات التي ذكرناها في طريقهم الدراسي و الذين تجاوزوا عقبات التجهيل الممنهج . و الذين لو وجدوا منضومة تعليمية نزيهة لكان مستواهم أحسن مما هم الأن بكثير .
في البكالوريا يقع سحب زبدة أبنائنا ليقع توجيههم لفرنسا و ألمانيا و غيرها .لذلك منذ الإستقلال لم تنتج منضومتنا التعليمية علماء أو عباقرة فلا تسمع بتونسي أضاف أو إكتشف شىء في العلم . لماذا لأن هذه المنظومة عقيمة من أولها منزوعة الزبده وهي منظومة تجهيلية و ليس لها في التعليم شىء .
الأن في البكالوريا تجد الدولة نفسها في ورطة كيف ستطرد 70 بالمائة من التلاميذ ما الحل للهروب من الواقع و ضمان عدم كشف الخطة ؟
الحل بعد فرز المتميزين و إرسالهم ليساهموا في الحضارة و العلوم بأسم أوروبا و نكون نحن أنفقنا أموالنا و سخرنا وقتنا لينعم بهذه الكفاءاة مجانا دول أوروبا بدون مقابل.
سوف نواصل مع البقية سياسة الإيهام بالتفوق و هنا يأتي دور إدماج 25 بالمائة من المعدل السنوي المنتفخ و المبالغ فيه . فيخفق من يخفق في البكالوريا أما من نجح فيقع توجيههم لشعب مضحكة لا علاقة لها بالعلم و لا بالتقدم من قريب او من بعيد فنجد في الجامعة أصبحت تكوين مهني في شعب تافهة من نوع تربية الحلزون و تقليم الأضافر.




Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Powerade Coupons