Monday, 21 May 2012

نصائح للمراجعة

 نصائح للمراجعة


أولاً : ما قبل المذاكرة :

1- إعلم جيداً أن النية الخالصة في الدراسة والتحصيل أمر مطلوب عملاً بقول الله تعالى : ( واتقوا الله ويعلمكم الله).

2- تعمد الدراسه ، فإن إرادة الطالب لها تأثير كبير لأنها تؤدي الى تركيز الإنتباء ، وهناك فرق بين من يقرأ لمجرد القراءة السطحية وشغل وقت الفراغ ، بين من يقرأ ليفهم ويحفظ ليستوعب موضوعاً عاماً.

3- ابدأ إن لم تكن بدأت في الدراسة منذ اليوم .. وأعلم أن اليوم أفضل من الغد .. فاليوم أنت في صحه جيدة .. ولا تعلم ماذا يخبئ لك الغد.

4- احصر المواد الدراسية المقررة ، واحصر الوقت المتبقي من اليوم حتى بدء الامتحان ، واحصر عدد الساعات التي يمكن ان تدرس فيها ، وضع لنفسك خطة متوازنة تستغل فيها الساعات دون إجهاد ، وأعرف جيداً أن العمل الذي يؤدي بناء على التخطيط أفضل من العمل العشوائي.

5- حدد لنفسك مكاناً معيناً للدراسة ، تتوافر فيه الإضاءة الجيدة ، والتهوية المتجددة ، مزوداً بمقعد وطاولة ، بعيداً عن وسائل الترفيه كالتلفزيون والفيديو والتلفون.... وبعيداً عن الضوضاء .. لأن كل هذه الوسائل تساعد على تشتيت الإنتباه.

6- اعلم أن الوقت الأفضل للدراسة هي بعد صلاة الفجر ولمدة ساعتين ، أستغل هذه الفترة بدراسه المادة التي ترى أنها أكثر صعوبة من غيرها ولاحظ أن تأخذ قسطاً من الراحه في الظهيرة لمدة ساعه فقط ثم ابدأ في التحصيل بعد صلاة العصر وأستمر حسب الخطة الزمنية التي وضعتها ، مع مراعاة عدم الغلو في السهر لأنه إجهاد للجسم والذهن .

7- الجسد له طاقة والذهن له طاقة ، والسهر الطويل مع شرب الشاي والقهوة كمنبهات ، طريقة خاطئة لاتتبعها لأنها تنهك قواك.

8- إذا شعرت بالتعب أو الملل قد تسرب الى نفسك أثناء المذاكرة فيجب ان تكف عن الدراسه ، وتشبع التعب بالراحه حتى تستعيد نشاطك الجسماني والذهني.

9- راع أن تتناول ، وجباتك الغذائية بإنتظام ، وأن تكون الوجبة متزنة للحصول على السعرات الحرارية الكافية للجسم ، لأن سوء التغذية يؤدي الى فقد الجسم للحيوية والنشاط.

10- وبالنسبة للمدرسة ، راع جيداً متابعة الدراسة في المدرسة حتى آخر يوم في الدوام ، وخاصة أن المراجعة التي يقوم بها الإستاذ المادة هامة حيث تبرز فيها الموضوعات ذات الأهمية والتي ربما كانت غامضة عليك أو التي لم تشبع دراسة . كما أن المراجعة تفيدك في ربط الموضوعات والمقارنة بينها وفي كيفية طرح الأسئلة ووضع الإجابة النموذجية لها...........الخ .

11-حدد جماعة الرفاق لأن هذه المجموعة لها تأثير كبير على سلوك الفرد فقد تكون جماعة الرفاق جماعة خيرة لا تجتمع إلا على الخير، وقد تكون جماعة فاسدة هدفهـا التسليه واللهو .. ودائماً .. يكون الندم خاتمه أعمالهم عندما يرون أن المجتمع لابد أن ينبذهم ويستهجن سلوكهم .

12-أعرض مشاكلك الإجتماعية المعلقة التي لم تحل بعد على استاذك فهو الأخ الأكبر والأب النصوح . وثق أن مشاكلك في يد أمينة ، وسوف تجد لها الحلول المناسبة ، لأن المشاكل المعلقة أحد عوامل تشتيت الإنتهاء.

13-يجب أن تعلم أن كل مادة في منهجك الدراسي لها أهميتها ، فهي تكمل دائرة المعرفة في المرحلة التعليمية التي تدرس بها ، كما أنها قاعدة للمرحله الدراسية القادمة ، ومعرفتك لأهمية المادة يساعد على توليد الميل لدراستها وتحصيل ما فيها من موضوعات تشعر في تحصيلها أنها محببة الى نفسك.

14- الإهتمام بالأنشطة الرياضية والفنية شي محبب للنفس ، ولكن أعلم أن المغالاة فيها ، مضرة أكثر منها منفعة ، فكثرة الطعام تضر المعدة . فكن حكماً عدلاً بينك وبين نفسك ، ومن عرف نفسه فقد عرف الكثير عن طريق النجاح.

ثانياً : شروط التحصيل الجيد :

بعد عرض الاجراءات الاحتياطية الوقائية التي يجب عليك أن تتبعها قبل بدء التحصيل ، يقدم لك علم النفس الشروط الواجب توافرها للتحصيل الجيد ، مع العلم أن الشروط تكمل بعضها البعض الآخر.

1-التسميع الذاتي :

وهو خاص بالمادة التي تريد حفظها ، فما عليك إلا أن تقوم بتسميع ما تحفظه لنفسك صامتاً أو بصوت عال دون النظر إلى النص المكتوب لكي تدرك مقدار ما حفظته ، ثم إذا وجدت أن بعضها لم يحفظ عليك أن تصحح لنفسك مستعيناً بالنص المكتوب ، وقد ثبت بالتجربة أن هذه التجربة تقتصد الوقت وتدفع الحافظ إلى بذل الجهد والتيقظ .

2-التكرار الموزع :

وهو أن تكرر المادة التي تريد حفظها على فترات يتخللها الراحه ، فإذا أردت مثلاً أن تحفظ عشر آيات من القرآن الكريم ، عليك أن تبدأ الحفظ للآيات مجمعة لمدة زمنية (25 دقيقة ) ثم تأخذ راحة خمس دقائق ثم تبدأ الحفظ مرة ثانية لمدة (25 دقيقة ثم راحة خمس دقائق وهكذا حتى تشبع المادة حفظاً ، وهناك اجاء آخر وهو أن تحفظ الآيات على ثلاث أيام متوالية كل يوم 25 دقيقة .

والتكرار الموزع يثبت المعلومات ، وهذا يؤكد لنا أن الحفظ قبيل الامتحان مباشرة أقل قيمة مما كان قبل الإمتحان بفترة طويلة .

3-الحفظ بالطريقة الكلية :

لقد دلت التجارب على أن دراسة المادة بالطريقة الكلية أي عدم تجزئتها أفضل من تجزئة المادة وخاصة حين لا تكون المادة طويلة أو صعبة ، فدراسة فصل من كتاب بالطريقة الكلية تسمح للمتعلم أن يدرك ما بين أجزائه من علاقات وأن يفهم مابينها من معان ، وكذلك حفظ القرآن في المثال السابق . فحفظ عشر آيات معاً أفضل من حفظ ثلاث آيات ثم ثلاثة أخرى وهكذا .. أما إذا كانت المادة مسرفة في الطول أو في الصعوبة فيحسن تقسيمها إلى أجزاء ملائمة يؤلف كل جزء منها وحدة متكاملة ثم يدرس كل وحدة على وحدة مع مراعاة أن تقوم مرة أخرى بربط كل وحدة مع الأخرى .

4-إشباع الحفظ والتعلم :

يجب ألا يكف المتعلم عن التحصيل بمجرد شعورة أنه قد حفظ أو فهم فقد دل التجريب على أن المضي في التكرار ما تم تعلمه يؤدي الى ثباته في الذهن وأمان له من النسيان . وأن مقدار ما ينسى منم المادة التي لم تشيع حفظاً هو 60% بعد يوم واحد من حفظها .

5-فهم المعنى :

فهم معاني الكلمات والعلاقات بينها ودلالتها عامل هام لتيسير عملية الحفظ ، فإذا كانت الكلمات ذات معنى وأدرك العلاقات بينها سهل حفظها في وقت أقل مما لو كانت هذه الكلمات لامعنى لها .

6-النشاط الذاتي :

الاستذكار الحقيقي عملية تفكير وتحليل زموازنة وتأويل ، وعلى قدر مايبذل الطالب من جهد في استذكاره يزداد فهمه وتثبت المعاني والمعلومات في ذهنه .

فليسأل الطالب نفسة وهو يذاكر دروسه أسئلة من هذا النوع ...

-ماذا يقصد المؤلف من هذه العبارة ؟

-كيف اعبر عن هذه الفكرة بأسلوبي الخاص ؟

-ما الفكرة الرئيسية من هذه الفقرة ؟

-كيف أوضح هذه الأفكار بأمثلة من خبراتي الخاصة ؟

-هل مررت بموضوع سابق تتقابل أو تتعارض معه هذه الأفكار ؟...........

ومن خير طرق المذاكرة الفعالة التي تقوم على النشاط الذاتي أن يجيب الطالب على أسئلة تتصل بموضوع المذاكرة وأن يشرح الدرس لغيره أو يناقشه مع نفسه أو يلخص الدرس بأسلوبه الخاص تعمد الدراسة :

إرادة الطالب لها تأثير كبير، لانه عندما يتعمد التحصيل يركز إنتباهه فيدرك المعاني والعلاقات القائنة في موضوع الدرسة . كما أن هنالك فرق بين من يقرأ مجرد القراءة السطحية وشغل وقت الفراغ ، بين من يقرأ ليفهم ويحفظ ويستوعب المادة .

7- الوضع الجسمي للفرد :

من يتخذ وضع المتحفز المستعد لتلقي المعلومات يكون أكثر حفظاً من المتراضي غير المكترث فاحذر وضع التمدد في تراخ على أريكة أو سرير وبيدك الكتاب ، لأن سرعان ما يكون النوم أسبق الى جسدك من الفكرة الى ذهنك.

8-الثواب والعقاب :

أعلم أن نتيجة مجهودك في الدراسة والتحصيل سوف تحقق لك النجاح وستكون إنساناً محترماً ، ويقدرك الجميع ، وسوف لاتنال لوم وإستهجان وتقبيح الآخرين ، وأعلم أن شعورك بالراحه والطمأنينة يؤدي الى عدم إضطراب شخصيتك وسيبعدك عن التوترات النفسية التي ربما لا يحمد عقباها .

ثالثاً : النسيان :

لا تقلق اذا فقدت جزءاً من المعلومات التي تم تحصيلها ، فإن النسيان عملية طبيعية تحدث للبشر جميعاً ، ويمكن التغلب عليها ، إذا أمكننا التوقف على أسبابها.

- يجب أن نعلم أن من عوامل النسيان هو ترك المعلومات التي تم تحصيلها دون مراجهة لمدة طويلة ، وهنا للتغلب على هذا العامل :

هو أن تقرأ موضوعاً جديداً وتقوم بمراجعة أول موضوع في المادة ، ثم تبدأ في المرة الثانية للدراسة أن تقرأ موضوعاً جديداً ثم تقوم بمراجعة الموضوع التالي لموضوع المراجعة السابقة ... وهكذا يمكنك القضاء على عملية النسيان الناتجة من ترك الموضوعات .

- وهنالك عامل آخر يسبب النسيان وهو أن الموضوعات التي تقرأ قد يتدخل بعضها في بعض كما تتداخل ألوان الطيف ، فينتج عن هذا التداخل أن يطمس بعضها . والسبب في ذلك هو عدم ترك وقت راحه كاف بين المواد الدراسية ... لأن المادة اللاحقة سوف تتداخل الى المادة السابقة وتؤدي الى نسيان بعض منها.

وكلما زاد التشابه بين المادتين السابقة واللاحقة في المعنى أو المحتوى أو الشكل زادت درجة إنطماس إحداهما بالأخرى ، من أجل هذا يعين على الطالب ألا يذاكر مادتين متشابهتين إحداهما بعد الأخر ، كدراسة مادة الرياضيات والفلسفة أو دراسة الرياضيات والكيمياء .

- وأعلم أن هناك سبباً ثالثاً وهاماً وهو عدم اتباع شروط التحصيل الجيد السابق ذكره .

رابعاً : أرشادات عامه

-ليلة الامتحان : يجب أن تكون مراجعة سريعة لبعض النقاط الخاصة بالمادة ثم تنام مبكراً وتأخذ القسط الواجب من النوم وهو ما يقارب من 7 ساعات ، وتستيقظ مبكراً ، تناول افطارك جيداً.

-راع أن تستطحب معك 2 قلم حبر سائل ، قلم رصاص ، مسطرة ، ممحاء ، وأدوات الأخرى الازمه للمواد .

-توجه الى مقر لجنه الامتحان ، وكلك ثقة بالله فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا . وأبتعد عن الانفعالات التي قد تؤدي إلا تشتيت معلوماتك وانخفاض مستوى تفكيرك.

- اجلس على مقعدك المحدد ، وقبل أن تبدأ الاجابة ، أقرأ سورة الفاتحة وادع الله أن يوفقك ((ربي أشرح لي صدري ويسرلي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ))...

- ابدأ بكتابة بياناتك الشخصية على بطاقة الامتحان ... وراجع ماكتبتة للتأكيد.

-اقرأ أولاً أسئلة الامتحان مرتين على الأقل ، للتأكد من أنها واضحة الخط ، وتحدد الأسئلة الاجبارية التي يجب الاجابة عليها ، والاسئلة الاختيارية ، ولا تنسى أن السؤال مايكون له أجزاء . يجب أن تحددها بقلمك حتى لاتنسى جزءاً من السؤال.

- ابدأ الإجابة بالسؤال ترى أن اجابته جاهزة في ذهنك ، دون التقيد بتسلسل السؤال في ورقة الأسئلة..، وعليك أن تكتب رقم السؤال في ورقة الإجابة .

-ابتعد عن العلامات المميزة داخل ورقة الاجابة لأنها تثير الشك ، ومثل هذة الأوراق لها معامله خاصة .

- بعد الانتهاء من الاجابة على الأسئلة المطلوبة ، يجب أ ن تقوم بمراجعة الآتي :

· عدد الاسئلة المطلوبة وأجزاء السؤال

·صحة الإجابة المدونه على كل سؤال أثناء المراجعة اذا تذكرت جزءاً من الاجابة اسرع بتدوينه مع مراعاة كتابة ( تابع السؤال رقم .... )

أعلم جيداً أن مراقبي اللجنة هم معلمون ومربون وأمناء على مصلحتك والمصلحه العامه للمجتمع.

أصدقاءي الطلاب:

هذا وأرجو لكم التوفيق والسداد في كل أموركم الحياتية حاضرها ومستقبلها وأن تكونوا مشعلاً للخير والهداية في الدروب المظلمة وأن تعملوا على رفعة مكانة للدولة بين الأمم.

...وفقنا الله وإياكم نحو التوفيق والنجاح...


 

Sunday, 20 May 2012

أخطاء ترجمية شائعة

أخطاء ترجمية شائعة


إن الترجمة حين يتولى أمرها من ليس أهلا لها، فإنها تجر في أذيالها آثارا سلبية لا تخطئها العين المبصرة. ونحن هنا بصدد ذكر أمثلة على ما تحدثه الترجمة المتعجلة السيئة من آثار سلبية على أساليب الكتابة العربية، وشيوع ألفاظ في اللغة ليست من طبيعتها، وذلك مما يرد كثيرا في الصحافة العربية والإذاعتين المسموعة والمرئية. من ذلك مثلا:
أولا: إضافة أكثر من مضاف إلى مضاف إليه واحد. كالقول: " احتدام واشتداد القتال ". والصواب في ذلك: " احتدام القتال واشتداده "، وهذا يعني إضافة مضاف واحد إلى المضاف إليه، وإضافة المضاف الآخر إلى ضمير يعود على المضاف إليه الأول.

ثانيا: تأخير الفاعل وتقديم ضميره عليه. كالقول: " في تصريح له عن الأحوال الأمنية في الخليج، قال وزير الدفاع الأمريكي ... ". والصواب في مثل هذه الحالة أن يقال: " قال وزير الدفاع الأمريكي في تصريح له عن الأحوال الأمنية في الخليج إن ... ".

ثالثا: جمع عدد من الأسماء المعطوفة في جملة واحدة، وذلك دون أن يتبع كلا منها بحرف العطف " و "، كالقول: " ذهب أحمد إلى المكتبة واشترى كتبا، أقلاما، صورا، دفاتر "! وهذا أسلوب لا يصح الأخذ به في العربية لما في من فجاجة وعجمة، حتى ولو أخذت به لغة أخرى كالإنجليزية. إذن فالصواب في المثال السابق أن نقول: " ذهب أحمد إلى المكتبة واشترى كتبا وأقلاما وصورا ودفاتر ".

رابعا: التخفف من استعمال المفعول المطلق في الترجمة، ليحل محل كلمات أو عبارات أخرى مترجمة، مثل: " بصورة – بشكل – لدرجة – على نحو "، كالقول: " مشيت بصورة جيدة "، و " سار بشكل حسن "، و " إن قامته طويلة لدرجة أنها تسد الباب "، و " ظهر على نحو واضح ". وهذه كلها استعمالات بعيدة عن العربية، والأصح منها أن يقال: " مشيت مشيا جيدا "، و " سار سيرا حسنا "، و " إن قامته طويلة طولا يسد الباب "، و " ظهر ظهورا واضحا ". أي استعمال المفعول المطلق للدلالة على الحالات التي ذُكرت.

خامسا: تصبح الترجمة في مقدمة الأسباب التي تعمل على إشاعة أخطاء إذا قام بها من يترجم ترجمة حرفية:
( أ ) فمثلا يستعمل البعض كلمة " ضد " وهي ترجمة حرفية لكلمة against في اللغة الإنجليزية. فيقال: " حارب ضد الاستعمار "، و " ينبغي أن يسعى الآباء لتلقيح أبنائهم ضد الجدري "، و " صدر حكم ضد فلان "، وغير ذلك. وينصب الاعتراض على أن الأسلوب الذي يلجأ إلى استعمال هذه الكلمة، هو أسلوب يخالف طرق التعبير العربية. فالقول أن " فلان يحارب ضد الاستعمار " يُفهم منه أن هذا المحارب مخالف للاستعمار، أي أنه يحارب في جبهة أخرى غير الجبهة المعادية للاستعمار. والصواب في ذلك القول: " شن حربا على الاستعمار ". وبالنسبة لبقية الأمثلة: " يجب تلقيح الأطفال من الجدري "، و " صدر حكم بحق فلان أو عليه ".
( ب ) ومن الكلمات التي تتداولها أجهزة الإعلام الأجنبية، كلمة cover الإنجليزية. فيضع لها المترجم الكلمة التي يحددها القاموس، وهي " يغطي ". ولكن في العربية لا يفيد هذا الفعل معنى نقل الخبر. ففي القول: " قام مراسل جريدة الأهرام بتغطية أنباء القتال الدائر في منطقة الخليج ". ليس هناك علاقة بين الغطاء أو التغطية وبين الأخبار. وتضع معاجم اللغة أفعالا غير هذا الفعل لدلالة نقل الخبر، فتقول: " نقل الخبر أو أبلغه أو سرده ".
( جـ ) ومن الكلمات التي يساء استخدام ترجمتها، كلمة reach بمعنى يصل. فعند وصف حدث وصول إحدى الشخصيات الرسمية، يقال: " وصل مصر مساء أمس وزير الاقتصاد في دولة الكويت ". وهذا الاستعمال خاطئ، لأن الفعل " وصل " بالإنجليزية متعدٍ، أي يحتاج إلى مفعول به. ولكنه في العربية لازم، لا يتعدى. فهو بذلك ليس بحاجة إلى مفعول، بل إلى حرف الجر " إلى ". فنقول: " وصل إلى مصر مساء أمس ... ".
( د ) ومن تلك الكلمات، كلمة via بمعنى عَبْرَ، فيقال: " عبر أجهزة الاتصال ". والأكثر صوابا من ذلك أن تقول: " بأجهزة الاتصال " أو " بواسطة الاتصال ".
( هـ ) ومنها أيضا كلمة " طبقا " المترجمة عن كلمة according، فهي ترد في أمثلة كثيرة. ومن ذلك مثلا القول: " سيتم نقل الأسرى يوم الأحد طبقا لوكالات الأنباء ". أما اللغة العربية فلا ترضى باستعمال " طبقا " في مثل هذا الموضع، وإنما تتطلب استعمال الكلمة الصحيحة لهذا الوضع، وهي " وفقا " أو " وفاقا " أو " على وفق ". فنقول: " سيتم نقل الأسرى يوم الأحد القادم وفقا لما ذكرته وكالات الأنباء "، هذا إذا أردنا التمسك بحرفية الترجمة. ولكننا نستطيع ذكر عدة جمل تؤدي المعنى بصورة سهلة واضحة، فنقول مثلا: " ذكرت وكالات الأنباء أن الأسرى سيُنقلون يوم الأحد القادم ".



سادسا: ترجمة كلمة cancel بكلمة " لاغيا "،كالقول: " يعد الاتفاق لاغيا منذ مساء اليوم ". وينصب الاعتراض على كلمة " لاغيا "، فهي اسم فاعل من الفعل " لغا – يلغو "، أي كثر كلامه. ولكن السياق الذي تُذكر فيه كلمة " لاغيا " لا شأن له بكثرة الكلام أو قلته، بل بإبطال اتفاق مسبق. ولذلك فيجب استعمال كلمة " ملغي "، وهي اسم المفعول من الفعل " ألغى – يلغي ". فالصحيح إذن أن يقال: " يعد الاتفاق ملغيا منذ مساء اليوم ".

سابعا: والبعض يترجم كلمة still بكلمة " لا زال ". فيقول: " لازالت الاجتماعات منعقدة في مجلس الأمن "، ويقول: " لازالت الجهود تبذل لإصلاح الوضع في لبنان ". وهذا استعمال خاطئ لكلمة " لا زال "، فهي تفيد الدعاء لا الاستمرار. يصح أن يقال: " لا زالت الديار قوية عزيزة بأهلها "، فهو دعاء للديار بدوام القوم والعز. أما ما يفيد الاستمرار فهو " ما زال "، كأن نقول: " ما زالت الاجتماعات مستمرة "، و " ما زالت الجهود مبذولة ". وكثيرا ما يختلط الأمر على من يقومون بالكتابة العربية، فيأخذون بالاستعمال الأول للدلالة على الثاني.

ثامنا: وهناك كلمة by التي يترجمها البعض " مِن قِبَلْ "، ويدخلونها في الجمل دون استئذان، على الرغم من عدم صحتها. فيقال: " دُونت الملاحظات مِن قِبَلْ اللجنة ". وليس في استعمال " مِن قِبَلْ " أي ضرورة في هذا السياق، ذلك أنه يمكن القول: " دونت اللجنة الملاحظات ".

تاسعا: وهناك كلمة شاع استعمالها شيوعا خاطئا، فلا تكاد تخلو منها جملة، وهي كلمة " بالنسبة "، التي يمكن التخلي عنها دون حدوث أي إخلال في الجملة، فضلا عن أن استعمالها يخالف الاستعمال العربي السليم. فيقال مثلا: " انخفضت أسعار العملات، وبالنسبة للمارك الألماني فقد انخفض مقابل الدولار ". وهذا تركيب غير صحيح للجملة، فأي نظرة للقاموس تدلنا على أن " النسبة " هي القرابة أو ما تعلق بها. ومن هنا فالصواب أن يقال: " انخفضت أسعار العملات، أما المارك الألماني فقد انخفض مقابل الدولار ".

عاشرا: أما عن الخلط بين حرفي الجر " إلى " و " اللام " - عند ترجمة حرف الجر في الإنجليزية to - فهو كثير، رغم أن لكل منهما معنى واستعمال مختلف. أما عن المعنى، فهو أن " إلى " تعني انتهاء الغاية، في حين تستعمل " اللام " للدلالة على الملكية والتخصيص، ويتحدد استعمال كل منهما تبعا للمعنى الذي تدل عليه. يقال مثلا: " سلمت الملف كاملا إلى رئيس مجلس الإدارة "، وهذا غير صحيح، وصوابه: " سلمت الملف كاملا لرئيس مجلس الإدارة ". والسبب أن الملف سيوضع تحت تصرفه، كأنه ملك من أملاكه، ولم يكن الغرض سفر الملف من مكان معين ابتداء إلى مكان آخر انتهاء. ويقال أيضا: " سافرت صباح الجمعة الماضي للإسكندرية "، وهذا غير صحيح أيضا. والصواب القول: " سافرت صباح الجمعة الماضي إلى الإسكندرية "، لأن حرف الجر " إلى " في هذه الجملة يحدد انتهاء الغاية من السفر.

حادي عشر: الإصرار على ترجمة بعض الكلمات الإنجليزية بكلمة واحدة مقابلة في اللغة العربية، مثل كلمة privatization، والتي وضعت لها ترجمات عدة، مثل: " الخصخصة " أو " التخصيص " أو التخصيصية ". وهذه كلها ترجمات غير دقيقة للكلمة، ذلك أن اللغة الإنجليزية تميل دائما لاستخدام الزوائد affixes – سواء كانت بادئة أم لاحقة – إلى الكلمة الأصلية حتى يتم مواءمة استخدامها في موقعها من الجملة. ولذلك فهي تعتبر أكثر من كلمة واحدة، وإن بدت في ظاهرها كلمة واحدة. ومن هنا فلا داعي للإصرار على ترجمتها بكلمة واحدة مرادفة في اللغة العربية. وبذلك تكون الترجمة الدقيقة للكلمة السابقة هي: " التحول للقطاع الخاص ". وكذلك كلمة Islamization التي يمكن ترجمتها: " تطبيق الشريعة الإسلامية ". وغير ذلك كثير مما يمكن القياس عليه.

ثاني عشر: استخدام نفس المفاهيم التي يريد الغرب ترويجها وشيوعها عند الترجمة. فمثلا عند كتابة الغرب لما يدور من صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يقولون: Israel and the Palestinians. فهم يريدون أن يستقر في ذهن القارئ أن إسرائيل هي دولة لها كيان قائم، أما الفلسطينيون فهم أفراد بلا دولة. ولذلك فعلينا نحن حين نترجم، أن نقول " الفلسطينيون والإسرائيليون "، أو أن نقول: " فلسطين وإسرائيل "، لا أن نقع فيما يريدونه أن يستقر في أذهاننا، فنقول: " إسرائيل والفلسطينيون ".

هذه كانت أمثلة من بعض الأخطاء الشائعة في الترجمة إلى العربية، ولكن ليست حصرا لها. وسوف نوالي بحث هذا الموضوع إن قدر الله وأعان



Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Powerade Coupons